السبت، 5 مايو 2012

انتحار ثورة

لم يكن أكثر المتشائمين بمستقبل الثورة المصرية يتخيل أن ينحرف قطار الثورة عن مساره الي الحد الذي يجعل الثورة عبئا ثقيلا علي أكثر المؤيدين لها من قطاعات كبيرة عانت كثيرا خلال حقبة مبارك وتوسمت في الثورة الخلاص من كافة مشاكلها ومعاناتها   واذ بالمشاكل والمعاناة تتراكم فوق اكتاف البسطاء من هذا الشعب بحيث لم يعد لديهم بصيص أمل يعيد لهم الامل المنشود في شعار لم يتحقق/ عيش حرية عدالة اجتماعية /   لم يكن يتصور المصريون ان الحرية التي مارسوها من خلال حق التظاهر والاعتصام   اذ كيف يكون المصري حرا في ان يتظاهر ثم يعود الي اهله اما مقتولا او مصابا اولايعود ..حيث اعتقلته السلطات العسكرية بتهمة التظاهر او التحريض علي الاعتصام وهذا هو حال المصريين بعد الثورة .. ناهيك عن افتعال الازمات من قبل السلطة المسؤلة عن ادارة البلاد وتعذيب العباد .. وحكومة تم استدعاؤها من سراديب النظام الذي من اجله قامت الثورة وكأن النظام في السابق لم يكن سوي مبارك ونجليه وكأن الجرائم لم تكن سوي قتل المتظاهرين او فيلا بشرم الشيخ .                                             في اثناء هذا المشهد العبثي لم يكن هناك من القوي السياسية من يعبأ بأمر الثورة الا من رحم ربي الكل تكالب علي الغنائم وافترقوا ولم يجتمعوا الا علي الضلال .                ثورة بلا رأس أنتهت الي ثورة بلا جسد بعد ان تقطع الجسد الي اشلاء .                          الحديث عن العسكري ومؤمراته اصبح بلا قيمة ان لم نضع ايدينا باخلاص عمن عمل خلف الكوليس ومد جسور المؤامرة علي الثورة وجني بفضل ذلك علي ماظن انها الثمار التي ربما تكون مسمومة . سواء بغباء او بانتهازية ليست بريئة                     ولم نجد من المهتمين بأمر هذه الثورة من يدافع عنها بصدق او يهدي لها الطريق الصواب..  الكل بالغ في سقف الامنيات ..الحرية  حق التظاهر  حق الاعتصام             ولم يذكر أحدا أي أحد من الاحاد أو يعلم الثائرين الجدد كيف  ومتي  ولا عن الزمان والمكان ولا عن الحقوق والالتزمات  ولاولاولا ....                                               من محمد محمود الي العباسية الكل غائب .. الكل مسؤل ولايمكني ان اقول الكل خائن   حيث انه في السياسة الكل يبحث عن الدور ولكن بضمير غير انه كان هناك من لايحمل الضمير حيث انه كان يحمل الخير لمصر لااعرف كيف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق